الجمعة 27 ديسمبر 2024

لحن الحياه

انت في الصفحة 1 من 106 صفحات

موقع أيام نيوز

 الفصل الأول
_ رواية لحن الحياة.
_ بقلم سهام صادق.
يقف بعيدا يجفف دموعه وهو يري آخر غير والده يحتضن والدته يقبل جبينها 
ووالدته تبتسم بأستحياء وكأنه الرجل الأول بحياتها الفرحه كانت تعم المكان فالكل سعيد بهذا الزواج من أقاربهم
فأبن العم الأرمل قد عاد ليتزوج بأمه الارمله
وكأن القدر أراد ان يلتقوا بعد ان افترقوا 

وبعد ۏفاة ابيه منذ عامين عاد الحبيب يدق أبواب حبيبته من جديد فالفرصه قد سنحت له ولها ولكن والدته في البداية رفضت بشده
أما الان هاهي سعيدة وقد نست أبيه 
دموعه أنسابت دون توقف رغم محاولته الممېته بأن يمنع هبوطها...
فوالده ذات يوم أخبره ان الرجال لا يبكون 
ورفع صورة والده ببذلته العسكرية وقلبه يتقطر ألما الي ان شعر بيد جدته الحبيبه علي كتفه الصغير 
مش هتبارك لماما ياجاسم 
فرفع عيناه نحوها فقد كانت تمسك بيدها اخيه الصغيركريم الذي يبلغ من العمر أربعة أعوام وشقهت پصدمه وهي تري هيئته التي تقطع البدن وأسرعت في ضمھ اليها تربت علي كتفه بحنان
ليسمع صوت والدته القريب منهم والتي ما ان رأت المشهد چثت 
علي ركبتيها أمامه باكية
انا اسفه ياحبيبي سامحني
فأشاح وجهه بعيدا عنها 
ثم ترك أحضان جدته وركض نحو غرفته الصغيره ولم يخرج منها الا عندما رحلت هي وزوجها وشقيقه الذي أخذته معها وتركته طفلا في الثاني عشر تحت رعاية جدته وأصبحت علاقتهما مجرد زيارات حين يسمح عمل زوجها ومن هنا بدأت حكاية 
جاسم الشرقاوي 
...............
بدء الضجيج يعم منطقتها البسيطه الدافئه وصوت العم اسماعيل يعلو وهو يهتف بأسم الصبي الذي يعمل معه في ورشته الصغيره ففتحت عيناها ببطئ وأخذت تشعث شعرها بحركه معتاده عليها منذ الصغر 
ونهضت من فوق فراشها بمنامتها غير المتناسقه فكل قطعه من منامة أخري وفردت ذراعيها وهي تهتف 
صباح الخير يامنطقتنا العظيمه 
وسارت نحو تلك المنضده الصغيره التي تحمل صورة والدتها 
صباح الخير يا ماما وحشتيني اووي 
وسقطت دموعها وهي تتذكر يوم ۏفاتها والذي مر عليه أربعة أعوام والدتها كانت امرأه عظيمه أفنت عمرها عليها وعلي شقيقتها التي تصغرها بعامين... ولكن الغلطه الوحيده التي اقترفتها في حياتها أنها تزوجت من رجل متزوج يبحث عن زوجه كمجرد وعاء تحمل وتلد اختارها من قبل زوجته المحبه وابنة العم الغاليه وام الذكور حاليا 
والتي لم تكن تنجب
وفور ان حملت والدتها بشقيقتها ورد حملت الاخري بالتوأمين كرم وأكرم وكانت هذه كالمعجزه فبعد عشرة اعوام من الزواج قد تحقق ما أملت به 
ومع مرور الوقت بدأت المشاكل تظهر الي ان جاء والدها ذات يوم وهي فتاه في الخامسة من عمرها ومازالت تتذكر ذلك اليوم بشدة فقد كانت تقف علي أعتاب باب حجرتها تحمل دميتها بيدها وتنظر إلي دموع والدتها وهي تخبر والدها أنها أحبته وراضيه بأن يأتي إليها يوم واحد فقط بالأسبوع 
ولكن والدها العاشق لتراب زوجته الأولي كان رده الذي حفظته عن ظهر قلب 
الحياه بينا انتهت يازينب بناتي هبعتلك فلوس ليهم كل اخر الشهر وهبقي ازورهم من وقت للتاني ثم نطق وهو يزفر أنفاسه بقوه 
أنتي طالق ! 
لتفيق علي صوت يهتف بأسمها من أسفل البناية التي يعيشون فيها وقد كانت إرث والدتها من والديها 
ياست مهرة ياست الأستاذه مهرة مش هتفتحي محل البقاله عايزين نشتري طلباتنا
لتتذكر امر بقالتها وتركض نحو المرحاض وضحكات ورد تعلو المكان وهي تضع اطباق الفطار علي المائده وبعد مده كانت تقضم احدي اللقم سريعا 
عندي جلسة في المحكمه بعد الضهر أبقي اكويلي الروب وحضريلي الشنطه وحطي الأوراق بتاعت القضيه جواها لتضحك ورد وهي تطالعها 
حاضر ياحضرت الافوكاتو علم وينفذ
فضحكت مهرة وهي ترفع خصلات شعرها وتحكم في ربطها فتبدو وكأنها ناظرة مدرسه 
اما أنزل بقي اشوف الواد بندق ده وكادت ان تلتف بجسدها الا أنها عادت إلي كوب الشاي خاصتها ترتشف منه القليل ثم وضعته علي المائده مره أخرى ولكن ألتقطته ثانية تحت نظرات ورد 
لاء تعالا انت معايا محتاجه اكملك تحت وانصرفت نحو الأسفل بهيئتها التي تشبه الصبيه في الملابس ولكن كملامح رغم جمودها الا أنها تحمل وجه ملائكي تحاول ان تخفيه فهي رجل هذا البيت والرجال لا يحملون تلك الأوجه 
.............
دخلت بخزي امام حارس تلك البناية الراقيه التي لا يقنطها الا أصحاب المال وبعد برهه كانت تغادر المصعد
وهي تضم كتبها بذراعيها وتقاوم دموعها فوالديها اخبراها ان أحدهم تقدم لخطبتها 
ودلفت لداخل الشقه التي شهدت حبهم المحرم وأبتسم وهو يسمع خطواتها بعدما أغلقت باب الشقة التي تملك مفتاحها 
جيتي ياحببتي
فأرتبكت مرام وهي تنظر اليه فكيف ستخبره اليوم ان يتعجل في أخبار أخيه بحبهم وان يأتي ليتقدم اليها... سبعة أشهر مروا على علاقتهما ولا جديد
يحدث الا تلك اللقاءات السرية التي تجمعهم واقترب منها وقبل وجنتيها ثم حاوط خصرها بذراعيه مبتسما
وبدء يحرك قمة أنفه علي أنفها الصغير
مداعبا اياها 
مالك يامرام حد في البيت عندك حس بحاجه
فحركت رأسها بنفي ونظرت لعيناه التي هي سبب في عشقه وتصديق كل وعوده 
انت هتيجي تتقدملي امتي ياكريم
فأبتعد عنها بضيق بسبب تلك الاسطوانة التي أصبحت ترددها يوميا وسار نحو المطبخ يعد لنفسه فنجان قهوه لعله يفيق من سهرة أمس 
قولتلك يامرام لما أثبت نفسي لجاسم الأول 
فأتبعته برجاء وأحاطت خصره بذراعيها 
ما انت بقالك تلت شهور شغال معاه في الشركة.. حتى قولتلي انه بدء يتبسط منك وهي تهمس بحب 
مبقاش ليا مبرر في رفض العرسان ديه اخر سنه ليا في الكليه
ليلتف إليها وهو يزفر أنفاسه ويطالع قسمات وجهها 
فقد بدء يمل من تلك العلاقه ولكنه لا يستطيع أن يتركها
فظن أنه عندما يحصل عليها سينتهي من تأثيرها عليه
ولكن كل يوم يرغب بها بشده
وعندما ظهرت الرغبه في عينيه نظر الي ساعة معصمه وابتسم وقد ازاح حديثها خلف ظهره 
مش مهم اتأخر علي الشركه ساعتين 
وهتف وهو يسحبها خلفه نحو الغرفه 
أنسي اي حاجه دلوقتي ومتفكريش غير في حبنا
وضاعت معه في الطريق الذي دخلته هي بأرادتها
فمنذ ان دخلت الجامعه الامريكيه التي حصلت علي منحتها من قبل الدوله كونها من أوائل الثانويه العامه أصبحت نظراتها نحو طبقات الأثرياء الي ان اقتربت منهم
وفي احدي أعياد ميلاد زميلاتها والتي تعد ابنة أحد السفراء تعرفت علي كريم وبدأت حكايتهم منذ عام ونصف
وبعدما إنتهت جولة العشق المحرمه أسرع في النهوض من جانبها لتغطي جسدها بأعين دامعه
وبعد دقائق كان يخرج من المرحاض وهو يدندن ناظرا اليها يتفحص هيئتها أسفل الغطاء غامزا لها بمكر 
كده الواحد يبدء شغله مع جاسم بطاقه
لتبتسم اليه بأبتسامه ضائعه تتذكر كريم شقيق من فمن لا يعرف جاسم الشرقاوي في البلد.. ذلك الرجل الذي أصبح اسمه مميز في الوطن.. منذ أربع سنوات والكل يتكلم عن الرجل الثلاثيني الذي عاد من خارج البلاد يستثمر امواله في وطنه بجانب أعماله التي مازالت 
بكندا 
...............
بحضوره الطاغي يخرج من سيارته الحديثه ينظر إلى البناء الضخم الذي يحمل اسم الشرقاوي وبخطي دقيقه يسير نحو الصرح العظيم لمجموعته يطالعه موظفينه برهبه وآخرين بحسد واخريات بحالميه 
واقترب منه مدير أعماله يخبره ببعض المستجدات الي ان وصل للطابق الخاص الذي يقبع فيه مكتبه 
فتقف مديرة مكتبه مدام مني تلك المرأه الاربعينيه والتي هي مثال للعقل المحكم المحنك فقاعدتها في الحياه العمل ثم العمل 
وبعد دقائق كانت مني تخرج من مكتبه بعدما طالعته على أوراق 
المناقصه الجديده
ليرفع عيناه نحو مدير أعماله 
كريم لسا مجاش 
فيحرك ياسر رأسه بنفي ليزفر جاسم أنفاسه بقوه متمتما 
برضوه لسا مع البنت ديه
فطأطأ ياسر رأسه وهو لا يريد ڤضح أمر كريم أمامه... 
ونهض من فوق مقعده پغضب 
الوضع ده لازم يتحط ليه حدود 
.. وأشار لياسر بالأنصراف ثم ألتقط هاتفه وبعد ثواني كان كريم يهتف بمرح 
جاسم باشا 
وقبل ان يكمل باقي عباراته 
عشر دقايق وتكون قدامي ياكريم مفهوم 
وأغلق الهاتف لينظر كريم لهاتفه ثم الي مرام التي تجلس جانبه تتشبث بكتبها وتطالع الطريق بأعين شارده وأخيرا اوصلها كريم الي جامعتها وانطلق نحو مقر المجموعه 
................
دلفت لداخل محل البقالة خاصتهم تطالع شقيقتها التي تنظر الي هاتفها باحثة عن وظيفه لا تطلب خبره وتناسب شهادتها ولكن كالعاده كما هو لا شيء يناسب مؤهلها لتهتف مهرة بأرهاق 
هاتي الكرسي اللي جنبك ده ياورد
فتنهض ورد بفزع فهي لم تشعر بقدوم شقيقتها 
بسم الله الرحمن الرحيم انتي جيتي امتي
فتقذف مهرة بحقيبة أوراقها نحوها بضجر 
شايفني عفريت قدامك 
فتطالع ورد هيئة شقيقتها في البذلة الرسميه التي تفتقر الانوثه 
لا سمح الله اسفين ياأستاذه مهرة 
وجلسوا بجانب بعضهم لتتسأل ورد 
عملتي ايه في القضيه
لترفع مهرة جسدها بفخر 
طبعا كسبتها
فتعاود ورد الضحك لتنظر إليها مهرة پغضب وهي تضم حاجبيها وتنهض ورد نحو الطفل الذي جاء يأخذ الحلوي ضاحكه 
نظراتك ديه بتخوفني
. فأبتسمت مهرة علي براءة شقيقتها 
ورد هي النقيض لها حتى في المظهر ملابس انثوية محتشمه وحجاب يغطي شعرها وابتسامه ودوده دوما علي محياها ودفئ يرسم علي ملامحها وقلب هش اما هي
كأمواج البحر هادئه مع البعض وأحيانا قطة متوحشة ولكن كما تخبرها ورد أنها طيبة القلب حنونه تظهر عكس مابداخلها تساعد وتقدم قدر استطاعتها الخير ولا ينقصها شيء الا ان تكمل فرائض دينها وترتدي الحجاب الشئ الوحيد الذي لم تتخذ فيه قرار الي الان رغم عمرها الخامس والعشرون 
وتلملمت في جلستها وطالعة شقيقتها التي
وقفت ساكنها في مكانها بعد ان باعت الحلوي للصغير
فوقفت بدورها لتجد ماحطم فؤاد شقيقتها ف ماجد جارهم وكيل النيابه وحب شقيقتها وخطيبها السابق يخرج من سيارته هو وزوجته ابنة المستشار فمن سيليق به غير تلك كما أخبرتهم والدته
منذ عام فسخت خطبة ابنها بشقيقتها لكونها لن تنفعه مستقبلا 
فهي تريد لأبنها زوجه من عائلة عريقة تليق به وبمكانته وترفع مستواه وليس هم بنات رجلا هجر والدتهم وتركهم يصارعوا الحياه بمفردهم ولا يسأل عنهم الا كلما رغبت زوجته وأعطته الأذن حتى الأموال مع الوقت بدء لا يتكفل بهم فزوجته رأت ان كل قرش يذهب إليهم من حق أولادها رغم ان وضع والدهم ليس بسئ فهو لديه متجرين لبيع الأجهزة الكهربية وأيضا يعيش في منطقة تعد من المناطق الراقية 
ولكن هم ليس من حساباته كما أصبح هو بعيد عن حساباتهم وربتت 
علي كتف شقيقتها قائله بدعابه كي تهون عليها 
حد يزعل علي واحد ابن امه 
وكمان الواد ده مبينزليش من زور
فأبتسمت ورد بشحوب 
الواد ده بقي يتقاله ياباشا 
فأمتعض وجه مهرة ومصمصت
 

السابق
صفحة 1 / 106
التالي

انت في الصفحة 1 من 106 صفحات